بيانات AOAV البريطانية حول تصاعد العنف المسلح في السودان
متابعات ـ مواطنون
شهد السودان زيادة مقلقة في أعمال العنف منذ أبريل 2023، حيث أثر العنف المتفجر على المدنيين بشكل غير متناسب. تتضمن مذكرة الإحاطة الإعلامية المتعلقة بالعمل على العنف المسلح (AOAV) بيانات مستقاة من وسائل الإعلام باللغة الإنجليزية التي أبلغت عن العنف هناك.
منذ أبريل، سجلت AOAV مؤسسة ( العمل على العنف المسلح) البريطانية 90 حادثة تم الإبلاغ عنها تتعلق بأسلحة متفجرة أسفرت عن سقوط 1606 ضحايا مدنيين، بما في ذلك 741 حالة وفاة و 865 إصابة. يشرح هذا التقرير الأرقام مع النظر أيضاً في السياق السياسي الأوسع لتوفير فهم شامل للأزمة الحالية.
الأثر الجغرافي والقطاعي
المناطق الشديدة الخطورة
المناطق السكنية الحضرية: تمثل 66.7٪ من إجمالي حوادث التفجيرات المبلغ عنها، وهذه هي المناطق الأكثر تضرراً مع 745 إصابة مدنية (46.4٪ من الإجمالي).
الأسواق: على الرغم من أنها تمثل 10٪ فقط من الحوادث المتفجرة المبلغ عنها، فقد شهدت الأسواق 355 إصابة بين المدنيين (22.1٪ من الإجمالي).
مراكز الشرطة: أدى حادث واحد هنا إلى سقوط 231 ضحية، مما يشكل 14.4٪ من إجمالي الضحايا كما تم الإبلاغ عنه خلال حوادث المتفجرات المبلغ عنها.
المناطق الأقل تأثراً
كانت المدارس والبنية التحتية للنقل أقل تضرراً نسبياً من حوادث التفجيرات المبلغ عنها، حيث ساهمت بنسبة 0.7٪ و 0.4٪ فقط في إجمالي عدد الضحايا المدنيين، على التوالي.
أنواع الأسلحة المتفجرة
المتفجرات الأرضية: تمثل 61.1٪ من حوادث التفجيرات المبلغ عنها ولكنها مسؤولة عن 72.8٪ من الضحايا (1169 في المجموع) من الأسلحة المتفجرة في السودان.
الأسلحة التي يتم إطلاقها من الجو: تشكل 28.9٪ من حوادث التفجيرات المبلغ عنها، وقد أدت إلى 367 إصابة (22.9٪ من الإجمالي).
غير واضح/أنواع متعددة: تشكل هذه 4.4٪ من حوادث المتفجرات المبلغ عنها، مما يساهم في 55 إصابة. 4.4٪ أخرى من الحوادث لا تزال غير واضحة، مع 11 ضحية
الجناة
غير معروف: في 50٪ من حوادث المتفجرات المبلغ عنها، لا يزال الجناة مجهولين لكنهم أسفروا عن 685 إصابة أو 42.7٪ من الإجمالي.
الجيش وقوات الدعم السريع: يمثلان معاً 15.6٪ من حوادث التفجيرات المبلغ عنها و 407 إصابات (25.3٪). السودان وحده مسؤول عن 375 ضحية وقوات الدعم السريع لـ 139.
التركيز على الضربات الجوية في السودان: نظرة عامة
منذ أبريل 2023، وقعت 26 حادثة تتعلق بأسلحة أطلقت من الجو في السودان، مما ساهم في سقوط 367 ضحية مدنية - 244 قتيلاً و 123 جريحاً. نقدم هنا نظرة ثاقبة على المواقع الأكثر تضررا، وأنواع الأسلحة التي تطلق من الجو المستخدمة، والمسؤولين عن هذه الهجمات.
التأثير حسب الموقع
المناطق الشديدة الخطورة
المساكن الحضرية: مع 16 حادثة، تمثل 61.5٪ من إجمالي 26 حادثة غارة جوية مسجلة منذ أبريل، شهدت هذه المناطق 173 إصابة مدنية، أو 47.1٪ من 367 إصابة.
الأسواق: على الرغم من أنها تشكل 11.5٪ فقط من حوادث الضربات الجوية المسجلة (3 حوادث)، فقد شهدت الأسواق 129 ضحية، مما يمثل 35.1٪ من إجمالي 367 ضحية مدنية.
المناطق الأقل خطورة
التجمع العام: أسفر حادث غارة جوية مسجل واحد عن سقوط 29 ضحية، وهو ما يمثل 8٪ من إجمالي الضحايا المدنيين من الأسلحة التي تطلق من الجو.
المستشفيات والمدارس: تم استهداف هذه البنى التحتية المدنية الحيوية مرتين ومرة واحدة في حوادث الضربات الجوية المسجلة على التوالي، حيث شهدت المستشفيات 12 إصابة وشهدت 10 مدارس، مما يمثل 3.3٪ و 2.7٪ من إجمالي ضحايا الضربات الجوية.
البنية التحتية للمخيمات والنقل: تم تسجيل حادث واحد واثنين من حوادث الضربات الجوية، مما تسبب في 8 و 6 إصابات، على التوالي، ويمثل كل منها 2٪ من إجمالي الضحايا المدنيين من الأسلحة التي يتم إطلاقها من الجو.
الجناة
الجيش: مسؤول عن 16 حادثة غارة جوية مسجلة (61.5٪ من إجمالي 26)، تسببت القوات الجوية للحكومة السودانية في إصابة 192 شخصاً أو 52.3٪ من إجمالي 367 مدنياً أصيبوا في مثل هذه الهجمات.
غير معروف: في 8 حوادث (30.8٪ من المجموع)، الجناة غير معروفين ولكنهم أسفروا عن 138 إصابة (37.6٪ من الإجمالي) من حوادث الضربات الجوية المسجلة.
قوات الدعم السريع: شاركت في 2 حادثة ضربات جوية مسجلة (7,7% من المجموع)، مما تسبب في وقوع إصابات 37 (10,1% من المجموع).
الاستنتاج
تكشف البيانات المتعلقة بحوادث الضربات الجوية المسجلة في السودان منذ أبريل 2023 عن صورة قاتمة للعنف الذي يؤثر بشكل غير متناسب على المدنيين. تظهر المناطق والأسواق السكنية الحضرية كمواقع عالية الخطورة، في حين أن البنية التحتية المدنية الحيوية مثل المستشفيات والمدارس لم تسلم أيضاً.
السياق: فهم الأسباب الكامنة بعمق أكبر
إن تصاعد العنف في السودان، كما يتضح من البيانات المروعة، ليس حدثاً منعزلاً أو عشوائياً ولكنه مرتبط بشكل جوهري بصراع داخلي مرير على السلطة داخل القيادة العسكرية للبلاد. يشمل هذا الصراع فصيلين مهمين: الجيش النظامي بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه الجنرال محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي.
معاناة المدنيين:
في حين أن الصراع قد يكون نشأ عن خلافات حول الإصلاح العسكري والقيادة، لكنه كشف عن آثار وخيمة على المدنيين. ويتضح ذلك من حقيقة أن الكثير من المعارك واستخدام الأسلحة المتفجرة قد حدثت في المناطق الحضرية المأهولة بالسكان، مما حول المدنيين الأبرياء إلى أهداف غير مقصودة. وهكذا لم يخلق الصراع أزمة سياسية فحسب، بل كارثة إنسانية آخذة في الازدهار.
الزاوية الجيوسياسية
للصراع المستمر في السودان تأثير جيوسياسي أوسع، مما يزيد من خطر اجتذاب البلدان المجاورة ويؤثر على الاستقرار الإقليمي. دعت الجهات الفاعلة الدولية، بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى وقف إطلاق النار، لكن الجهود المبذولة للتوسط بين الفصيلين المتحاربين لم تنجح حتى الآن.
الطريق أمامنا
تمثل البيانات المتعلقة بحوادث المتفجرات والإصابات، إلى جانب الاحتكاك السياسي الكثيف الكامن وراءها، حالة معقدة ومتقلبة تستدعي تدخلا دوليا فوريا ومتضافرا. يجب تصعيد الجهود الدبلوماسية لحل نزاع القيادة العسكرية وتحقيق سلام دائم. ويلزم تكثيف المساعدة الإنسانية لتوفير الإغاثة الفورية للمدنيين المتضررين. كما يجب على المجتمع الدولي مساءلة الجناة لوقف المزيد من الخسائر في الأرواح البريئة وضمان الاستقرار على المدى الطويل في السودان.