هل يكسب الجيش السوداني بالذهاب إلى سويسرا؟
مواطنون
أثمرت الجهود الأمريكية والضغوط المتواصلة على قائد الجيش السوداني في إعلانه أمس، بحسب وسائل إعلام، عن موافقته إرسال وفد إلى جنيف للقاء طرفي المبادرة الأمريكية السعودية. جاء القرار بعد انتهاء مهلة الـ 72 ساعة التي منحها المفاوضون لرئيس مجلس السيادة بعد إنطلاق المباحثات، المقرر لها 10 أيام، وعدم حضور وفد من طرف الجيش لحظة انعقادها، بينما حضر ممثلو قوات الدعم السريع.
ومع مباشرة الوسطاء مباحثاتهم في اليوم الثالث، أوضح المبعوث الأمريكي للسودان، توم بريليو، أنهم يواصلون جهودهم لإسكات صوت البنادق في السودان. وقال في تنويره اليومي إن على القوات المسلحة أن يقرر المجيء إلى سويسرا.
يرى مراقبون أن المكالمة الهاتفية بين وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن، والفريق البرهان التي جرت قبل يومين، أحدثت اختراقاً مهما وقدمت بموجبها قيادة الجيش تنازلات مهمة بعد أن لوحت الوساطة بأنها ستمنح الشرعية لمن يحضر لسويسرا، وكان وفد قوات الدعم السريع قد وصل بالفعل.
10 أيام للمباحثات
إعلان المبادرين لمباحثات سويسرا بأن مدتها ستستغرق 10 أيام، يشي بأن المباحثات فيها من التعقيدات ما يستلزم كل هذا الوقت، والذي ربما سيمدد إذا استدعى الأمر. ويقول المراقبون إن ملء فقرات الاتفاقية المعدة مسبقاً وسد كل الثغرات يستلزم الجلوس كل هذه المدة.
وتشمل الاتفاقية القائمة على اتفاق جدة السابق تسمية لجان وقوات لمراقبة الاتفاقية وتنفيذها، كما ستضع على رأس أولوياتها فتح الطرق ودخول العون الإنساني إلى جانب إخلاء الأعيان المدنية والمقار الحكومية من المظاهر العسكرية. ويتوقع المراقبون أن تجد الخطوات المستمرة لوقف الحرب مقاومة كبيرة مما سيعقد من الوضع ويتطلب مواجهتها الكثير من الجهد والترتيب والأموال.
مكاسب وجود الجيش بسويسرا
يقول متابع منصة مواطنون على فيسبوك، Ali Hadowry، إن ذهاب الجيش إلى سويسرا يؤكد حرصه على السلام. ويضيف بأن التعاطي مع المجتمع الدولي يساعد على تجاوز كثير من الصعاب.
واعتبر متابع المنصة، Hanfi Lawyer، أن ذهاب وفد الجيش إلى سويسرا مكسباً، مستدركاً "إذا ترك الاصوات التي لا تراعي مصالح الشعب". وقال إن ذلك حتما سيكون بشروطه وليس هناك انتقاص لسيادته، وأنه لا يجب التفريط في حقوق العامة ممن تضرروا بسبب الحرب. وقال Hanfi Lawyer إن تعنته، إصراره على عدم الجلوس للتفاوض ليس في مصلحته "فربما يمتد أمد هذه الحرب وتبدأ التدخلات الاقليميه والدوليه مما يفاقم من صعوبات إيقافها وزياده تكلفتها علي المدنيين العزل الذين هم اكثر ضحاياها.
ورصدت "مواطنون" عدة مكاسب سيجنيها السودان، بحسب مراقبون، من حضور وفد الجيش غلى سويسرا ووجوده الفعلي وانخراطه في المباحثات.
تجنب تداعيات الرفض: رفض الجيش السوداني للمفاوضات قد يؤدي إلى تصعيد الموقف، خاصة مع تهديدات أمريكية بالتدخل العسكري، مثل تحريك أسلحتها في البحر الأحمر.
استعادة الدور: مشاركة الجيش تمنع اعتراف المجتمع الدولي بشرعية قوات الدعم السريع وتعيد توازن القوى لصالح القوات المسلحة.
تحسين الأوضاع الإنسانية: حضور الجيش يساهم في فتح المعابر وتوصيل المساعدات الغذائية، مما يساعد في تخفيف حدة المجاعة التي تضرب مناطق عديدة.
وقف إطلاق النار: التوصل لاتفاق يؤدي لوقف إطلاق النار، مما يعيد الحياة تدريجياً إلى المناطق المتضررة ويتيح للنازحين العودة.
إعادة الإعمار وجبر الضرر: الاتفاق في سويسرا قد يفتح الباب لدعم دولي لإعادة الإعمار وتعويض المتضررين من الحرب.
بالمجمل، حضور الجيش في هذه المفاوضات يمكن أن يعزز فرص التوصل لحلول سياسية وإنسانية تخفف من معاناة الشعب السوداني.