
عودة أطباء بلا حدود للعمل في الخرطوم
مواطنون
قالت منظمة أطباء بلا حدود إن الوضع في الخرطوم أصبح أكثر هدوءًا الآن، مشيرة إلى أن العديد من المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية قد تضررت أو أُغلقت بسبب الحرب ولا تعمل بكامل طاقتها.
وإلى جانب استئناف العمل في مستشفى بشائر التعليمي، تقول المنظمة أنها تعمل على تقديم الرعاية الصحية الأساسية عبر العيادات المتنقلة في وسط الخرطوم وجنوبها، وتستعد لاستئناف الأنشطة الطبية في مختلف أنحاء المدينة والولاية، بالإضافة إلى الأنشطة الطبية في أم درمان، في مستشفى البلك ومستشفى النو، حيث يدير الفريق وحدة لعلاج الكوليرا إلى جانب أنشطة أخرى تهدف إلى تحسين خدمات المياه والصرف الصحي في المنطقة.
وتقول منسقة الطوارئ مع أطباء بلا حدود في السودان، كلير سان فيليبو، "الاحتياجات في الخرطوم لا تزال هائلة. فتفشي الكوليرا الحالي ليس سوى أحد التحديات التي يواجهها السكان، سواء كانوا لا يزالون في الخرطوم أو عادوا إليها من مناطق أخرى في البلاد. لا بد من تكثيف المساعدات الإنسانية وتسهيل الوصول إليها، مع ضمان حماية الرعاية الطبية، حتى يتمكن جميع من يحتاجها في الخرطوم وسائر أنحاء السودان من الحصول عليها".
وعاد فريق منظمة أطباء بلا حدود العمل في مستشفى بشائر التعليمي بجنوب الخرطوم، السودان، لتوسيع أنشطته والمساعدة في تلبية الاحتياجات الطبية المتزايدة بالشراكة مع وزارة الصحة. وكانت أطباء بلا حدود قد اضطرّت إلى تعليق أنشطتها في المستشفى في يناير 2025 إثر سلسلة من حوادث العنف المتكررة. وفي الوقت الحالي، ستتركّز جهود المنظمة على التصدي لتفشي الكوليرا المتسارع والمثير للقلق في المنطقة.
يقول منسق الشؤون الطبية مع أطباء بلا حدود في السودان، سليمان عمار، "يعمل فريقنا في مستشفى بشائر التعليمي على تجهيز وحدة علاج كوليرا تتسع لعشرين سريرًا لضمان قدرتها على استقبال المرضى. كما أتممنا تدريب أكثر من 60 عاملاً صحيًا في المستشفى، وقد وصلت الإمدادات الطبية لعلاج الكوليرا إلى الموقع. أدت الحرب إلى تدهور كارثي في إمكانيات وصول السكان إلى الرعاية الصحية. وفي مناطق كثيرة من العاصمة، بما فيها جنوب الخرطوم، لا يزال السكان غير قادرين على تأمين أبسط الخدمات الصحية الأساسية والمنقذة للأرواح. لم يعد هناك مجال للانتظار لاستئناف هذه الخدمات الصحية وتوسيع نطاقها في المستشفى، بل كان من الضروري القيام بذلك من قبل".
وعلى غرار الكثير من المرافق الصحية في الخرطوم وفي جميع أنحاء السودان، توقف مستشفى بشائر التعليمي عن العمل عند اندلاع الحرب في أبريل 2023. وبعد بضعة أسابيع، أعاد المسعفون والمتطوعون فتحه لضمان استمرار حصول المجتمع على الرعاية الصحية. فانضم إليهم فريق جراحي وطبي من أطباء بلا حدود في 9 مايو 2023، ما مكّن المستشفى من تقديم الخدمات الجراحية إلى جانب الرعاية الطبية الطارئة. وفي الأسابيع الخمسة الأولى من العمل هناك، استقبلت غرفة الطوارئ أكثر من ألف مريض، بينهم أكثر من 900 شخص يعانون من جروح ناجمة عن الإصابات البليغة.
وخلال العامين الماضيين، اضطرت أطباء بلا حدود إلى تعليق أنشطتها عدة مرات. فقد أدى حظر نقل الإمدادات الجراحية إلى الخرطوم في عام 2023 إلى وقف جميع الأنشطة الجراحية لعدة أشهر، بما في ذلك العمليات القيصرية ورعاية الإصابات البليغة. وفي نوفمبر وديسمبر 2024، أدت حوادث عنف، بما في ذلك مقتل مريض داخل المستشفى، إلى تعليق عمل أطباء بلا حدود مؤقتًا. وفي يناير 2025، اتخذت أطباء بلا حدود القرار الصعب بتعليق جميع الأنشطة في المستشفى عندما دخل مسلحون إلى المستشفى مرة أخرى.