
حرب المسيرات في السودان تُثير مخاوف على سلامة المدنيين وجهود الإغاثة
مواطنون
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو غوتيريش، عن قلقه إزاء التقارير الأخيرة أعقاب غارات بطائرات مسيّرة التي نفذتها قوات الدعم السريع قرب مطار بورتسودان، في منطقة شرق السودان، التي نجت إلى حد كبير حتى الآن من دمار الحرب المستمرة منذ عامين.
وأدانت عدة دول إقليمية الهجمات التي استهدفت مدن كسلا وبوروتسودان خلال الأيام الماضية محذرة من تأثيرات امتداد الحرب في السودان على منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر.
وصرح نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، للصحفيين في نيويورك يوم الاثنين: "يبدو أن هذه الهجمات هي الأحدث في سلسلة عمليات عسكرية انتقامية، شنّتها قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، مستهدفةً مطارات في مناطق سيطرة كل منهما".
بدأ القتال بين قوات الحكومة العسكرية وقوات الدعم السريع، الحليفتين السابقتين اللتين تحولتا إلى منافستين على السلطة، في أبريل 2023. وقد دمّرت الحرب أجزاءً كبيرة من البلاد، وأسفرت عن مقتل الآلاف وتشريد أكثر من 8.6 مليون شخص، وفقًا لوكالات الأمم المتحدة.
مع احتدام الصراع في الخرطوم ودارفور ومناطق أخرى، ظلت بورتسودان على ساحل البحر الأحمر ملاذًا آمنًا نسبيًا ومركزًا رئيسيًا لجهود الإغاثة التابعة للأمم المتحدة والدولية.
هجمات متعددة بطائرات مسيرة
نفّذت قوات الدعم السريع هجمات بطائرات مسيرة على قاعدة عسكرية وأهداف أخرى يوم الأحد قرب المطار، ويوم الاثنين، شُنّت سلسلة ثانية من الهجمات استهدفت مستودعات وقود في الجزء الشرقي من بورتسودان، وفقًا لأحدث التقارير الإخبارية.
ولم تُعلن قوات الدعم السريع حتى الآن مسؤوليتها عن هجمات يوم الاثنين التي أشعلت النيران في منشآت تخزين الوقود، فيما وصفه الجيش بأنه هجوم على البنية التحتية المدنية.
دعوة إلى حوار عاجل
أكد السيد حق أن الهجوم على بورتسودان "تطور مثير للقلق يُهدد حماية المدنيين والعمليات الإنسانية" في المدينة، التي أصبحت شريان حياة للمساعدات الإنسانية في جميع أنحاء البلاد.
وأضاف السيد حق أن الأمين العام "يجدد دعوته إلى حوار عاجل بين الأطراف المتحاربة من أجل وقف فوري للأعمال العدائية وعملية سياسية شاملة". هذا ضروري لمنع المزيد من التصعيد، وحماية المدنيين، وإعادة السودان إلى مسار السلام والاستقرار.
على الصعيد الإنساني، صرّح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) بأن غارات الطائرات بدون طيار لم تؤثر بشكل مباشر على عملياته في بورتسودان.
استمرار عمليات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة
وأكد السيد حق قائلاً: "لم يتأثر أيٌّ من مكاتبنا أو مقارّنا أو مستودعاتنا، ونواصل القيام بعملياتنا الاعتيادية".
ومع ذلك، أضاف أن الوضع يخضع لمراقبة دقيقة، وأن رحلات خدمات الأمم المتحدة الجوية الإنسانية من وإلى المدينة قد توقفت مؤقتًا.
وبعيدًا عن بورتسودان، أدت الغارات الأخيرة على محطات الطاقة في جميع أنحاء السودان إلى انقطاع إمدادات الكهرباء والمياه النظيفة، مما أدى إلى تدهور أوضاع الأسر النازحة والعائدين.
وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة: "ندعو جميع أطراف هذا النزاع إلى ضمان عدم استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية. للحروب قواعد، ويجب احترام القانون الإنساني الدولي".