موجات مدارية مُتتابعة تزيد معدل الأمطار في السودان ودول أخرى
مواطنون
قال مختصون في مركز طقس العرب الإقليمي إن آخر المُخرجات الحاسوبية الواردة والخاصة بحركة الكُتلة الهوائية الرطبة تشير إلى استمرار تأثر قارة إفريقيا بالكُتلة المدارية الرطبة والتي ستجلب موجات رطوبة مدارية جديدة تتحرك تدريجياً نحو الغرب خلال الأيام والأسابيع القادمة. سيرافق ذلك اشتداد في وتيرة الأمطار على وسط وشمال القارة الإفريقية، بما فيها الصحراء الكبرى الإفريقية التي تُعد من أكثر مناطق العالم جفافاً، بالإضافة إلى اشتداد الأمطار في العديد من الدول العربية، بما فيها السودان، مما يزيد من معاناة السكان في ظل ازدياد شدة وخطورة الفيضانات.
وتتأثر مناطق واسعة من وسط وشمال إفريقيا، بما فيها الصحراء الكبرى الإفريقية، بموجات من الرطوبة المدارية تستمر على الأقل على مدار الأسبوعين القادمين، تزامناً مع تمدد فاصل التقارب المداري .
وتتأثر دول عربية هي السودان، والصومال، وجيبوتي، إضافةً إلى ليبيا والصحراء الكبرى الإفريقية، التي تعد من أكثر مناطق العالم جفافاً بهذه الموجات المدارية والظروف الجوية المناخية. تكون الاضطرابات الجوية شديدة على جيبوتي والصومال والسودان، حيث تهطل أمطار ذات معدل غزارة مرتفع مع حدوث العواصف الرعدية القوية وتساقط البَرَد وهبوب الرياح القوية، مما يؤدي إلى تشكل السيول والفيضانات.
وتستقبل القارة الإفريقية كميات أمطار غزيرة خلال الأسابيع القادمة تنحرف عن مًعدلاتها بنحو 300-500%، وتتجاوز الـ500% في بعض المناطق. كما تشهد الصحراء الكبرى الإفريقية، وهي أكثر مناطق العالم جفافاً، هطول أمطار غزيرة، حيث تنشط الاضطرابات الجوية يومياً، خاصة مع ساعات العصر وتشتد مساءً بشكل تدريجي. تتكون سحب ركامية رعدية سميكة، وتكون الأمطار غزيرة أحياناً مرفقة بحبات البَرَد والرياح القوية المفاجئة. يُتوقع أن تستقبل الصحراء الإفريقية كميات كبيرة من الأمطار في الفترة القادمة بالمقارنة مع المعدل السنوي للأمطار في تلك المناطق.
وقال المختصون الجويون في مركز طقس العرب إن التغير المناخي يؤثر بشكل كبير على أنماط الأمطار في إفريقيا، ويزيد من تكرار وشدة موجات الأمطار في مناطق معينة. ووفقاً لتقارير حديثة من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، تتعرض إفريقيا لمجموعة متنوعة من التأثيرات الناتجة عن التغير المناخي، مثل ارتفاع درجات الحرارة وزيادة التقلبات في الأنماط الجوية، مما يؤدي إلى تغير في توزيع هطول الأمطار.
ففي بعض المناطق، أدى التغير المناخي إلى زيادة هطول الأمطار بشكل غير معتاد، مما يسبب فيضانات شديدة تؤثر على الزراعة والبنية التحتية وتزيد من التحديات الإنسانية.