تم النشر بتاريخ: ١١ سبتمبر ٢٠٢٥ 13:30:09
تم التحديث: ١١ سبتمبر ٢٠٢٥ 13:33:22

الصورة: مهرجان تورنتو السينمائي الدولي

ممثلة بريطانية تظهر بـ ``التوب السوداني`` تضامنًا مع نساء السودان

مواطنون
في واحدة من أكثر اللحظات لفتًا للأنظار على السجادة الحمراء لمهرجان تورنتو السينمائي الدولي 2025، قررت الممثلة البريطانية الشهيرة ميكايلا كويل أن تجعل حضورها منصةً تضامن بامتياز. لم يكن فستانها الفاخر من توقيع ديور أو فالنتينو أو سان لوران، بل كان زيًا مستوحى من الزي السوداني التقليدي، صممته المصممة السودانية هبة رحمة وصُنع بالكامل على أيدي نساء سودانيات.

وقالت كويل من على منصة المهرجان "كل ما أرتديه من صنع نساء سودانيات." وأضافت أن هذه المبادرة لم تكن مجرد اختيار جمالي، بل وسيلة لتسليط الضوء على بلدٍ يعاني منذ 2023 حربًا مدمرة تسببت في المجاعة والعنف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص.

وميكايلا كويل ممثلة وكاتبة ومخرجة تلفزيونية بريطانية من اصول غانية، وحاصلة على جائزة الأوسكار عن تأليف وبطولة المسلسل الكوميدي "علكة".

تكريم نساء السودان وسط الحرب
ولم تكتفي بارتداء الثوب السوداني فقط، بل حتى المجوهرات التي اختارتها لها دلالات ثقافية عميقة: أقراط "القمر بوبا" والقلادة من تصميم نسرين كوكو، مستوحاة من جنوب ووسط السودان. أما شريط الحناء الذي نقش على جسدها على يد فنانة وُصفت بأنه استغرق خمس ساعات، فكان رمزًا لحكاية لون تم اضطهاده، وسعي امرأة سودانية في الشتات للتعبير عن هويتها رغم التهجير.

وأوضحت كويل في مقابلتين، مع Harper’s Bazaar و Vogue، أن ارتداءها للأزياء والإكسسوارات السودانية كان بمثابة تكريم للنساء السودانيات اللواتي يكابدن معاناة مضاعفة في خضم الحرب. من الأمهات اللواتي يفقدن أبناءهن، إلى اللاجئات اللواتي يهربن من مناطق النزاع، إلى النساء اللواتي يواصلن النضال من أجل الحياة والكرامة.

ولم يكن الذهب الذي ارتدته مجرد زينة، بل رسالة في حد ذاته. فقد قالت كويل "لطالما حمل الذهب للمرأة السودانية معنى خاصًا، فهو ليس جمالًا فحسب، بل حماية أيضًا. واليوم، في ظل هذه الحرب، تحوّلت تلك الرمزية إلى مأساة. ارتداء هذا الذهب يُجسد تضحيات النساء السودانيات ومعاناتهن الهائلة."

النساء في الصفوف الأمامية
ذكّرت كويل جمهور المهرجان والداعمين لصناعة السينما العالمية بأن النساء السودانيات لم يكنّ غائبات عن الحراك السياسي والاجتماعي في بلادهن، بل على العكس.

"لطالما كانت النساء السودانيات في الصفوف الأمامية لكل ثورة في السودان. حتى أن ثورة 2019 وُصفت بثورة النساء. ألهمني صمودهن وعزيمتهن، وأردت تكريمهن والمساهمة في منح قصصهن منصة للتقدير."

الموضة كأداة تضامن
بهذه الإطلالة التي جمعت بين الثوب التقليدي والمجوهرات المستوحاة من التراث السوداني، حولت كويل السجادة الحمراء إلى مساحة للتضامن مع نساء السودان، ورسخت فكرة أن الموضة يمكن أن تكون أداة تضامن ورسالة انسانية، وليست مجرد مظهر جمالي.

وفي وقت يغيب فيه صوت السودان عن كثير من المنابر الدولية، شكّل حضور كويل في تورنتو تذكيرًا مؤثرًا بأن المأساة الإنسانية هناك ما زالت قائمة، وأن النساء على وجه الخصوص هنّ من يدفعن الثمن الأكبر.

وخلال المهرجان الذي يستمر من 4 الى 14 سبتمبر، حثّ المكرّمون، مثل إدريس إلبا، غييرمو ديل تورو، ونينا هوس، المجتمع الدولي على التعاطف والتضامن، مستشهدين بحالة العالم التي هي في أمسّ الحاجة إلى التعاطف الإنساني، وفقا للمجلة النسائية "فوشيا". وخصصت عائدات حفله الرئيسي لتنمية المواهب في المهرجان ودعم الفنانين المبدعين.

معرض الصور