طبيب سوداني نازح يكافح سوء التغذية عند الأطفال
المصدر: https://www.rescue.org/
يعمل الدكتور مجاهد، وهو طبيب مخلص مع لجنة الإنقاذ الدولية (IRC) في السودان، في الخطوط الأمامية لمكافحة التأثير المؤلم لسوء التغذية لدى الأطفال وتقديم الرعاية الصحية الحيوية للفئات الأكثر ضعفاً.
رحلة من التفاني
انضم الدكتور مجاهد إلى لجنة الإنقاذ الدولية كطبيب في يوليو 2022، بدافع الرغبة في مساعدة الأكثر ضعفاً في العالم. في مخيم الطنيدبة بولاية القضارف، يكرس الدكتور مجاهد جهوده لتقديم الرعاية الضرورية للأفراد في الأزمات.
في البداية، كان تركيزه على تقديم المساعدة للاجئين الإثيوبيين المتأثرين بالصراع، لكن الوضع تغير بشكل كبير في أبريل 2023 مع تصاعد الصراع المسلح في السودان. حالياً، معظم مرضى الدكتور مجاهد هم سودانيون نازحون داخل بلدهم.
أشعر بما يشعرون به
الدكتور مجاهد، مثل أولئك الذين يعالجهم، لديه تجربة مباشرة مع النزوح وتأثير الصراع على حياة الإنسان. قبل أن يتخذ القرار الصعب بترك منزله، شاهد العديد من الناس من القرى المجاورة وهم يتحركون.
يقول الدكتور مجاهد: "كان عليهم الفرار، مشياً على الأقدام لمسافة 25 أو 30 كيلومتراً، وعندما وصلوا إلى بلدتنا، كانوا في وضع مريع وبائس. حتى أقدامهم كانت مليئة بالجروح".
عندما امتد الصراع إلى منطقة عائلة مجاهد، أخلوا الإناث لأمانهن، ورافقهم بنفسه. على الرغم من أن بعض الأقارب ما زالوا في مناطقهم، إلا أنه غير قادر حالياً على الوصول إليهم أو التواصل معهم. "لا يوجد اتصال بالإنترنت في ولايتي، لذا لم أسمع أصواتهم لمدة شهرين ولا أعرف ماذا يحدث معهم."
يوم في حياة طبيب في السودان
مع استمرار الصراع، تعتبر لجنة الإنقاذ الدولية الشريك الوحيد المتبقي في مخيم الطنيدبة للنازحين داخلياً، مما يترك الدكتور مجاهد وفريقه مع أعباء عمل ثقيلة بينما يحاولون مساعدة أكبر عدد ممكن من الناس.
يشمل الجدول المزدحم للدكتور مجاهد 50 مريضاً في اليوم، ولا يشمل ذلك الحالات الطارئة. يقول: "لدينا كل يوم الكثير على عاتقنا." تتفاوت الاحتياجات الطبية للناس في المخيم بشكل كبير من الأمراض المزمنة والحمى إلى قضايا الصحة العقلية وسوء التغذية لدى الأطفال. كما يتعين على الفريق التعامل مع الموارد المحدودة والتناوب العالي للموظفين بسبب الظروف الصعبة.
على الرغم من الظروف الصعبة، يظل الدكتور مجاهد ملتزماً بعمله ويعمل على إحداث فرق في حياة من يعيشون في مخيم الطنيدبة. يعتقد أن الوصول إلى الرعاية الصحية هو حق أساسي من حقوق الإنسان ويسعى لتقديم رعاية طبية عالية الجودة للجميع، بغض النظر عن خلفيتهم أو وضعهم الحالي.
التأثير الفعلي: تجربة أم لاجئة مع سوء التغذية لدى الأطفال
ألماظ، أم تبلغ من العمر 33 عاماً ولديها ثلاثة أطفال، هربت من إثيوبيا إلى السودان بحثاً عن الأمان. اضطرت إلى الفرار بسرعة لدرجة أنها تركت وراءها كل مالها وممتلكاتها. تقول: "كنت أريد فقط أن يعيش أطفالي. أخذت أطفالي وقطعتين من الملابس وغادرت. لم آخذ شيئاً آخر."
مثل العديد من اللاجئين في السودان، تواجه ألماظ معركة شاقة لتوفير متطلبات عائلتها. تتجلى التحديات اليومية في ندرة الغذاء والقيود المالية. خلال موسم الربيع، واجهت ألماظ موقفاً مؤلماً عندما كان ابنها الصغير يعاني من سوء التغذية الحاد.
تدخل أطباء لجنة الإنقاذ الدولية، بقيادة الدكتور مجاهد، بسرعة لضمان حصول الطفل على الرعاية الضرورية التي كان يحتاجها بشكل عاجل. بعد ثلاثة أسابيع من العلاج الدؤوب، شهدت ألماظ تحسناً كبيراً في حالة ابنها حيث بدأ يستعيد وزنه ويتقدم بثبات نحو التعافي.
على الرغم من التحديات التي لا يمكن تصورها ومع تحسن صحة ابنها، تظل ألماظ متفائلة بالمستقبل. تقول: "أتمنى أن نعيش جيداً، ونكون مرتاحين، ونعيش بسلام مع عائلتنا في السودان وإثيوبيا."