قراء ``مواطنون`` ينقسمون في خطوة الحكومة تجاه مباحثات سويسرا
تقرير ـ مواطنون
بين متفائل ومتشائم ومتشائل، توزعت أراء القراء الذين يتابعون منصات "مواطنون" حول الخطوة التي اتخذتها الحكومة السودانية تجاه الدعوة الأمريكية لجمع طرفي الحرب في السودان على طاولة مباحثات في سويسرا من المقرر لها الانطلاق في 14 أغسطس الجاري. فيما رحبت قوى سياسية ومجتمعية بخطوة الحكومة وحثت القوات المسلحة وقوات الدعم السريع على الذهاب إلى جنيف من أجل السودان.
وكانت الحكومة السودانية، وعلى لسان خارحيتها، أعلنت بعض الملاحظات على الدعوة الأمريكية وطلبت لقاء مع الجانب الأمريكي للتشاور حول أجندة التفاوض، في الوقت الذي سبقتها قوات الدعم السريع بإعلان موافقتها على الذهاب إلى سيويسرا تلبية للدعوة.
قال عادل محجوب حسين، من المتابعين لمواطنون، "إذا كانت الحكومة واثقة من نفسها وجادة فى التفاوض تمشى جنيف مباشرة لمعرفة الأجندة والدخول فى التفاوض، أما طلب لقاء الامريكان فهى مجرد تسويفن وربما هم ينظرون للخطوة بأنها رد اعتبار لهم كحكومة لان الدعوة للتفاوض جاءت للبرهان قائد الجيش ولم تأتى للحكومة".
البيان الذي أصدره وزير الخارجية الأمريكية، أنتوني بلينكن، حول الدعوة الأمريكية لمباحثات سويسرا نص على حضور القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع كطرفين للمفاوضات. وأشار البيان بوضوح إلى أن المحادثات لا تهدف إلى "معالجة القضايا السياسية الأوسع" مطالباً القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى حضور المحادثات والتعامل معها بشكل بناء، مع ضرورة إنقاذ الأرواح ووقف القتال وإيجاد طريق لحل سياسي تفاوضي للصراع.
من جهته، رحب Youssef Ibrahim بقرار الحكومة بالذهاب إلى سويسرا ووصفه بـ"السليم والحكيم". فيما اشترط متابع "مواطنون" Mo Izz أن يكون الهدف من الذهاب إلى سويسرا هو إيقاف الحرب لكي يكون القرار سليماً، واستدرك "اما اذا الهدف هو الاستمرار في التسويف واضاعة الوقت فعلى بلادنا السلام".
قررت الحكومة السودانية بعد مشاورات طويلة، الجمعة، إرسال وفد رسمي إلى مدينة جدة السعودية، للتشاور مع حكومة الولايات المتحدة حول دعوتها لحضور مفاوضات سويسرا.
وذكر بيان حكومي اطلعت عليه "مواطنون"، أنه وحرصا من حكومة جمهورية السودان على تحقيق السلام والأمن والاستقرار في البلاد ورفع المعاناة الناتجة عن الحرب التي شنتها قوات الدعم السريع عن كاهل المواطنين.
متابع "مواطنون" Mohd Elmortada قال إن القرار سليم مع إنه جاء متأخراً بعد أن فقدنا أرواح سودانية وممتلكات وتدمير كامل للبنية التحتية وتشريد اغلب المواطنين داخل وخارج البلاد. وأضاف بأن البلاد والعباد الآن مقبلين علي كوارث طبيعية من أمطار وفيضانات ومجاعة تهدد ما تبقي من السكان، لذا لابد أن تتوقف هذه الحرب العدائيات بين الجيش وابنه الشرعي ليعم السلام والامن والاستقرار لبلادنا واهلنا .
واليوم رئيس وفد حكومة إلى جدية، محمد بشير ابونمو، إنتهـاء المشـاورات مـن غيـر الإتفـاق علـى مشاركـة الوفـد السودانـي فـي مفاوضـات جنيـف - كتوصيـة للقيـادة- سـواء كـان الوفـد ممثـلآ للجيـش حسـب رغبتهـم أو ممثـلآ للحكومـة حسـب قـرار الحكومـة مـن الآن وصاعـدآ، وقال إن الأمـر متـروك فـي النهايـة لقـرار القيـادة وتقديراتهـا، وهنـاك بالتأكيـد تفاصيـل كثيـرة قادتنـا إلـى هـذا القـرار بإنهـاء الحـوار التشـاوري دون إتفـاق.
وقال Alwathig Yusif في تعليقه على استطلاع "مواطنون" لمتابعيها إن الخطوة مماطلة ومناورات من الجيش ودبلوماسيا الدعم السريع يبدي انطباع إنه مرن وأكثر حرصاً على إيقاف الحرب.
على صعيد القوى السياسية والمجتمعية، حثت العديد من القوى طرفي القتال على الذهاب إلى سويسرا من أحل إبقاف الحرب والبد في خطوات إعادة إعمار ما دمرته.
وقالت الآلية الوطنية لدعم التحول الديمقراطي ووقف الحرب، إنها تتابع كل الجهود المميزة لوقف الحرب. وثمنت، في بيان أصدرته في 8 أغسطس، اليقظة اإلقليمية الدولية بحقوق السودان في وحدة شعبه والسيادة على أراضيه وموارده، بما يفرض على الأشقاء والأصدقاء مساندته لوقف الحرب الآن، "خاصة وقد تعالت أصوات السودانيين في كل المنصات الداخلية والخارجية بما في ذلك المنصة الدولية تحت ا بجنيف في الرابع عشر من أغسطس 2024م لوقف الحرب وتوفير العون الإنساني للمتضررين كافة، والتمهيد لتأسيس سودان السلام والعدالة، وسودان الشراكة الإقليمية والعالم".
من جهتها، وجهت لجان مقاومة كسلا رسالة حازمة للجيش السوداني وقوات الدعم السريع للإلتزام بمفاوضات سويسرا. وأعلنت في بيان رفضها استمرار هذه الحرب، التي وصفتها بـ"القذرة التي تقتل الأبرياء وتدمر مستقبلنا".
واعتبرت مفاوضات جنيف، المزمع عقدها يوم 14 أغسطس، فرصة تاريخية للطرفين لإظهار المسؤولية الوطنية، والاستعداد لوضع حد لهذه الكارثة التي تسببا فيها.
وطالبت لجان مقاومة كسلا بوقف فوري للعمليات العسكرية ووقف اطلاق النار، والجلوس على طاولة المفاوضات بجدية كاملة. وقالت إن أي محاولة للمماطلة أو التلاعب بمصير الشعب السوداني ستزيد من معاناته و تهدد البلاد في وحدتها و تماسكها الإجتماعي.
واعربت نقابة الصحفيين السودانيين، في بيان للرأي العام، عن ترحيبها العميق بالخطوات الإيجابية التي اتخذتها القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع باتجاه التفاوض. وترى النقابة في هذا التوجه بارقة أمل نحو وقف النزيف المستمر في بلادنا وطي صفحة الحرب الطاحنة التي خلفت وراءها دماءً وتدميرًا لا يُحتمل.
ودعت النقابة جميع الأطراف إلى تكثيف جهودهم وتسريع خطوات التفاوض لضمان وقف فوري وشامل للقتال الدامي، ووضع حدٍ للأزمة الإنسانية التي تتفاقم يومًا بعد يوم.
وأكدت على ضرورة أن تشمل أي تسوية قادمة ضمانات قوية وواضحة لحماية حقوق الضحايا والتعويض العادل لهم، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة. إن العدالة يجب أن تكون في صلب أي اتفاق يُفضي إلى السلام، حيث لا يمكن بناء مستقبل مستقر إلا عبر تحقيق العدالة والمصالحة الشاملة.
هذا، وتنعقد الآن في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا وبدعم الاتحاد الأفريقي، جلسات للتشاور حول مستقبل العملية السياسية لما بعد الحرب تضم تجمع القوى المدنية الديمقراطية "نقدم" والحربكة الشعبية لتحرير السودان – شمال، وحركة تحرير السودان – عبد الواحد، وحزب البعث وحزب المؤتمر الشعبي.