الطاقة الشمسية تعزز سلامة الأسر النازحة بالقضارف
المصدر الأمم المتحدة
لم تتخيل سماح، معلمة في مدرسة ابتدائية وأم لخمسة أطفال من جبل موية في السودان، أنها ستصبح جزءاً من أزمة إنسانية. لكن النزاع المستمر في بلادها أجبرها وعائلتها على رحلة شاقة استمرت خمسة أيام للهروب من العنف. كانت الرحلة محفوفة بالمخاطر والخسائر، حيث انفصلت سماح عن والديها وبعض أشقائها الذين لا يزال مصيرهم مجهولاً.
بعد أن تم سلبهم ممتلكاتهم، وصلوا إلى القضارف، وهي مدينة تعاني من وجود حوالي 800,000 نازح داخلياً في المنطقة. قصتهم هي واحدة من العديد؛ وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، يستضيف السودان حالياً أكثر من 10.7 مليون نازح داخلياً اعتباراً من يوليو 2024. هذا النزوح الهائل وضع ضغطاً كبيراً على الموارد والخدمات المحدودة بالفعل في المجتمعات المضيفة.
في خضم هذه الأزمة، يتدخل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتقديم الدعم الحيوي للنازحين والمجتمعات المضيفة على حد سواء لبناء القدرة على الصمود. إحدى المبادرات البارزة تشمل تركيب أضواء شوارع تعمل بالطاقة الشمسية في مواقع تجمع النازحين المحددة في القضارف. هذا المشروع، الذي تم تمويله من قبل الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية وبدعم من الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، قد حسن بشكل كبير من الأمان والأمن لأكثر من 20,000 نازح داخلياً عبر ثمانية مواقع تجمع.
تشهد سماح، التي تم نقلها الآن إلى مركز استقبال حكومي، على التأثير العميق لهذه الأضواء الشمسية. فقد حسنت سلامة النساء والأطفال ومنعت النشاط الإجرامي، مما يظهر كيف يمكن أن يكون للتدخلات البسيطة تأثير بعيد المدى على حياة النازحين بسبب النزاع.
التزام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بـ "البقاء وتقديم المساعدة" في السودان يتجاوز مبادرة الإضاءة هذه. يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بلا كلل لتوفير الوصول إلى الخدمات الأساسية، وخلق فرص العيش، وتعزيز التماسك الاجتماعي بين المجموعات المختلفة. هذه الجهود ضرورية لتخفيف معاناة النازحين وبناء القدرة على الصمود داخل المجتمعات المضيفة.
بينما يكافح السودان مع عواقب نزاع استمر 18 شهراً، تذكرنا قصص مثل قصة سماح بتكلفة النزوح البشرية. ومع ذلك، فإنها تسلط الضوء أيضاً على صمود الشعب السوداني والإمكانية للتغيير الإيجابي من خلال التدخلات المستهدفة والدعم الدولي.
سيكون طريق التعافي في السودان طويلاً ومليئاً بالتحديات، لكن تلبية الاحتياجات الفورية مع العمل في الوقت نفسه نحو أهداف التنمية الطويلة الأجل ومبادرات مثل هذه الإضاءة بالطاقة الشمسية توفر بصيصاً من الأمل.