منسيقة النازحين ترحب بإعلان المجاعة في معسكر زمزم بدارفور
مواطنون
رحبت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين بتقرير لجنة خبراء الأمم المتحدة ووكالاتها بتصنيف معسكر زمزم منطقة مجاعة، وطالبت باعلان المجاعة في مخيمات النازحين كافة.
ويقع مخيم زمزم على بعد حوالي 12 كيلومترا جنوب مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، ويعد واحدا من أكبر مخيمات النازحين داخليا في السودان، حيث يتزايد عدد سكان المخيم بسرعة خلال الأسابيع الماضية إلى ما لا يقل عن 500 ألف شخص.
واوضح آدم رجال ان المعسكر واحد من 171 مخيما للنازحين في دارفور.
وذكرت لجنة خبراء الامم المتحدة أن حوالي 150 ألفا إلى 200 ألف، من حوالي 320 ألف شخص قد نزحوا منذ منتصف أبريل في الفاشر، قد انتقلوا إلى مخيم زمزم بحثا عن الأمن والخدمات الأساسية والغذاء منذ منتصف مايو.
وكانت لجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي قد أُعلنت امس الخميس عن تفشي المجاعة في أجزاء من ولاية شمال دارفور السودانية، لا سيما مخيم زمزم للنازحين داخليا، وان هذا الوضع سيستمر خلال الشهرين المقبلين.
وتصنف هذه المبادرة العالمية، التي تضم وكالات الأمم المتحدة وشركاء إقليميين ومنظمات إغاثة، انعدام الأمن الغذائي إلى خمس مراحل. والمجاعة هي المرحلة الخامسة من التصنيف وتعني أن واحدا على الأقل من بين كل خمسة أشخاص أو عائلة يعانون من نقص حاد في الغذاء ويواجهون خطر المجاعة.
وقالت اللجنة أن الصراع المتصاعد المستمر منذ 15 شهرا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع "أعاق بشدة وصول المساعدات الإنسانية ودفع بمخيم زمزم النازحين إلى براثن المجاعة".
ومن جهته حمّل المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيريلو طرفي القتال المسؤولية في وقوع المجاعة قائلا ن تصرفات القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع برفضهما السماح بوصول المساعدات الإنسانية وإصرارهما على القتال أدت إلى خلق أزمة الجوع هذه.
وقال في تغريدة على حسابه في منصة اكس "اليوم، أعلنت لجنة مراجعة المجاعة رسميًا عن المجاعة في مخيم زمزم بالقرب من الفاشر. إن تصرفات القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع - رفضها السماح بوصول المساعدات الإنسانية وإصرارها على القتال - أدت إلى خلق أزمة الجوع هذه".
ودعا طرفي القتال إلى حضور المحادثات في سويسرا والموافقة على وقف إطلاق النار حتى تتمكن المساعدات الإنسانية من الوصول إلى المدنيين المتضررين الآن.
وقال آدم رجال، الناطق الرسمي بإسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين في بيان الى "مواطنون" ان المواطنين يموت يومياً في معسكرات النازحين بدارفور بمتوسط ما بين 20 الي 25 شخصا بسبب سوء التغذية الحاد ونفاد الطعام وفشل الموسم الزراعي والطرق والممرات لعبور المساعدات الإنسانية مغلقة. ودعا الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الإنسانية الى تعزيز وجودها في دارفور والسودان لمكافحة المجاعة وإنعدام الأمن الغذائ، وفتح كافة المعابر والممرات لعبور المساعدات الإنسانية وتوسيع نطاق الجهود بسرعة للاستجابة بشكل فعلا لانقاذ حياة الملايين من الأرواح في السودان ودارفور.
وتنفي الحكومة السودانية الموالية للجيش وجود مجاعة في السودان اذ نفى وزير الزراعة أبو بكرالبشري نهاية يوليو وجود مجاعة في البلاد، وشكك في بيانات الأمم المتحدة التي تشير إلى أن 755 ألف شخص يعانون من جوع كارثي. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده في بورتسودان، العاصمة الفعلية للبلاد بحكم الأمر الواقع.
وقال البشري أن عدد المتضررين ليس كبيرا مقارنة بإجمالي السكان الذي يبلغ حوالي 50 مليون نسمة، معتبرا أن الحديث عن مجاعة ليس دقيقا. وأشار إلى أن المنظمات الإغاثية الدولية تدعو لتجاوز القيود الحدودية المفروضة من قبل الجيش لتوصيل المساعدات، وهو ما ترفضه الحكومة السودانية.
وكان وزير المالية جبريل إبراهيم محمد، قد قال في شهر ابريل الماضي أنه لا توجد مجاعة في السودان، وعزا الأمر لعدم وجود مشكلة في الإنتاج، ووصف الفجوة الغذائية الفعلية بأنها أقل مما يتم تداوله.