تم التحديث: ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٥ 18:11:05

يساريو أوربا يفشلون في تمرير قرار يحمّل الإمارات مسؤولية الحرب في السودان
مواطنون - مواقع
فشلت مجموعة من الأحزاب التي تمثل اليسار في البرلمان الأوربي في تثبيت دور دولة الإمارات العربية المتحدة في حرب السودان، في القرار الذي أصدره البرلمان أمس والخاص بالسودان.
وبحسب صحيفة "بوليتيكو" قال ثلاثة مسؤولين برلمانيين مطلعين على المفاوضات بين الفصائل السياسية، إن محاولة الإشارة في البيان إلى الدور للإمارات في حرب السودان، والتي اقترحها الاشتراكيون و"رينيو" و"الخضر"، أثبتت أنها خط أحمر بالنسبة لحزب الشعب الأوروبي - الذي حظي بدوره بدعم من جماعات على يمينه.
وأصدر البرلمان الأوروبي مساء أمس قرارًا جديدًا بشأن تصاعد الحرب في السودان، أدان فيه بشدة الفظائع المرتكبة ضد المدنيين، خصوصًا الجرائم واسعة النطاق التي نفذتها قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر، والتي شملت عمليات قتل جماعي وعنفًا جنسيًا وتدميرًا متعمدًا للبنية المدنية والدينية.
وأكد البرلمان أن طرفي الصراع، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ارتكبا انتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني، من بينها تجويع المدنيين، الهجمات على المستشفيات، تجنيد الأطفال، ومنع وصول المساعدات الإنسانية. وحذّر من أن السودان يواجه أسوأ كارثة إنسانية في العالم، مع نزوح ملايين الأشخاص وانهيار الخدمات الأساسية.
ودعا القرار إلى فتح ممرات إنسانية آمنة بشكل فوري تحت إشراف الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، إضافة إلى رفع الحظر عن الاتصالات داخل السودان، لما يمثّله قطع الإنترنت من خطر على المدنيين وتعطيل عمليات الإغاثة.
وطالب البرلمان الأوروبي بفرض عقوبات جديدة على قيادات طرفي النزاع، بمن فيهم عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو "حميدتي"، وبدراسة إدراج قوات الدعم السريع في قائمة الإرهاب الأوروبية. كما دعا إلى وقف جميع التدخلات الخارجية، خصوصًا نقل السلاح والمرتزقة وتهريب الذهب، والتي تسهم في إطالة أمد الحرب.
وشدد القرار على ضرورة إطلاق عملية سياسية بقيادة مدنية، وإشراك منظمات المجتمع المدني السوداني، خاصة النساء والشباب، في أي مسار للسلام، إلى جانب دعم جهود الاتحاد الإفريقي والرباعية الدولية لانتزاع وقف فوري لإطلاق النار واستئناف العملية السياسية.

كواليس اجتماع البرلمان الأوربي
يحسب صحيفة "بوليتيكو"، عقد الوفد الإماراتي اجتماعات مع أعضاء بارزين في البرلمان الأوروبي للتأكيد على أن الإمارات تلعب دورًا بناءً في السودان، على الرغم من الاتهامات الموجهة لأبو ظبي بدعمها النشط لقوات الدعم السريع، وهي ميليشيا سيئة السمعة متورطة في مجازر عرقية وعنف جنسي.
أقرّ نواب البرلمان في نهاية المطاف قرارًا بعد ظهر يوم الخميس يندد بالحرب الأهلية المدمرة في السودان، ولكن دون الإشارة إلى تدخل الإمارات المزعوم في الصراع.
وصرحت منظمات غير حكومية معنية بحقوق الإنسان ووسائل إعلام مستقلة ومسؤولون سودانيون بأن أبوظبي أججت الصراع بنقلها أسلحة إلى قوات الدعم السريع في معركتها ضد القوات المسلحة السودانية، المدعومة من مصر، للسيطرة على البلاد.
أدان نص البرلمان - المدعوم من تحالف واسع يضم حزب الشعب الأوروبي المحافظ (EPP)، والاشتراكيين والديمقراطيين (S&D) من يسار الوسط، والمحافظين والإصلاحيين الأوروبيين اليمينيين، والوطنيين اليمينيين المتطرفين، وحزبي "رينيو" و"الخضر" - الصراع المستمر منذ عامين، والذي أودى بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص ودفع 25 مليونًا إلى جحيم الجوع.
وصرح مسؤولان مطلعان على المحادثات لصحيفة بوليتيكو أن ممثلي الإمارات نفوا أي صلة لهم بقوات الدعم السريع، مؤكدين أنهم يريدون فقط السلام في السودان وأن يكونوا وسيطًا رئيسيًا للبلاد.
وُفِّرت لوفد أبوظبي غرفة خاصة داخل البرلمان الأوروبي، بجوار قاعة "هيميسيكل"، لعقد اجتماعاته.
وقال جوري لاس، المتحدث باسم رئيسة البرلمان روبرتا ميتسولا، لصحيفة بوليتيكو: "عندما تأتي شخصيات أجنبية إلى البرلمان وتطلب غرفة، نوفرها لهم. لا يطلب الجميع، ولكن إذا طلبوا ذلك وتوافرت غرفة، فنحن نوفرها".
ورغم عدم وجود إشارة مباشرة إلى دعم الإمارات لقوات الدعم السريع، وافق الاشتراكيون، وحزب "رينيو"، وحزب الخضر في النهاية على دعم القرار.
وقال ثلاثة أشخاص شاركوا في العملية إن هذه المجموعات راضية عن الصياغة التي تم التفاوض عليها مع حزب الشعب الأوروبي، وأرادت إرسال إشارة دعم قوية للسودان.


