تم التحديث: ١٧ أكتوبر ٢٠٢٥ 19:00:44

الصورة: مهاجر نيوز
جذورها سودانية وهويتها ألمانية.. مآب نموذج لاندماج الشباب الناجح
المصدر: مهاجر نيوز
ولدت ماب النور معاوية وترعرعت في ألمانيا، لكنها لم تنس جذورها السودانية. اختارت دراسة القانون لتساهم في تحقيق ونشر العدالة. وهي ناشطة اجتماعية، وقد أطلقت مبادرة لتعريف المجتمع الألماني بثقافة السودان ومعاناة الناس في ظل الحرب. فما هي قصة ماب التي تجسد اندماجا واعيا ومشاركة فعالة وتسعى للتغيير؟
يعد الشباب من أكثر الفئات ديناميكية بين المهاجرين في أوروبا، إذ يسعون جاهدين لبناء مستقبل أفضل من خلال التعليم والعمل والمشاركة المجتمعية الفعّالة. ومن أجل تعزيز اندماجهم الكامل، ينخرط العديد منهم في المؤسسات المحلية والمنظمات الشبابية، ويشاركون في النقاشات العامة حول قضايا المجتمع. هذا التفاعل لا يُسهم فقط في تطوير مهاراتهم واكتساب خبرات جديدة، بل يعزز أيضًا شعورهم بالمسؤولية والانتماء.
الاندماج في جوهره، يعني قدرة الشباب، سواء أكانوا مهاجرين أو مواطنين، على المشاركة الكاملة والفعّالة في المجتمع الذي يعيشون فيه، من الناحية التعليمية والمهنية والاجتماعية والثقافية، مع الحفاظ على هويتهم.
من بين النماذج الملهمة لهذا الاندماج، تبرز قصة ماب النور معاوية، شابة سودانية-ألمانية تبلغ من العمر 22 عاما. وُلدت ماب في ألمانيا، لكنها قضت جزءا من طفولتها بين السودان وألمانيا، ما منحها فهما عميقًا لثقافتين مختلفتين. تدرس القانون في إحدى الجامعات الألمانية، وتُولي اهتمامًا خاصًا بقضايا اللاجئين وحقوقهم.
المساهمة في تحقيق العدالة
تقول ماب في حديثها مع "مهاجر نيوز "ولدت في ألمانيا وتربيت هنا، وأدرس القانون لأنني أحب قوانين البلد وأؤمن بها. اخترت دراسة القانون لأتمكن من تقديم الخدمات القانونية للآخرين، فالحق والقانون يعكسان سياسة الدولة. وأريد أن أكون جزءًا من تحقيق العدالة".
تصف ماب نفسها بأنها مندمجة تمامًا في المجتمع الألماني، ولديها العديد من الأصدقاء الألمان. وتعبر عن إعجابها بالقانون الألماني، مشيرة إلى أنه يختلف كثيرا عن القوانين في السودان، وتتمنى أن يشهد القانون السوداني تطورا يضمن العدالة والحقوق للجميع.
وتُظهر دراسة صادرة عن جامعة بون أن التنوع الاثني في الفصول الدراسية يعزز اندماج الشباب اللاجئين من خلال زيادة فرص تكوين صداقات وتقليل حالات الرفض من قبل الأقران.
تطوع ومبادرات مجتمعية
بعد اندلاع الحرب في السودان عام 2023، شعرت ماب كغيرها من الشباب السوداني، بالعجز أمام تدهور الأوضاع. لكنها لم تستسلم، إذ بادرت مع مجموعة من الشباب إلى إطلاق مبادرة "سودان في ألمانيا" عبر إنستغرام، بهدف تعريف المجتمع الألماني بالسودان وثقافته، وتسليط الضوء على الحرب ومعاناة الناس هناك.
وعن هدف المبادرة تقول ماب "لم يكن زملاؤنا يعلمون عن الحرب في السودان، وكان هدفنا توعية الناس بالوضع هناك وجمع التبرعات، رغم أن المبالغ كانت بسيطة في البداية. بدأنا ببيع الكيك والتبرع بالمبالغ للقطاع الصحي".
وتضيف "قمنا بالعديد من الأنشطة، ورأينا أنه من المهم أن نعرّف المجتمع الألماني على ثقافتنا ونطلعهم على الحرب في السودان". وبالإضافة إلى الحديث عن الحرب وأهوالها والأوضاع في السودان، نجحت المبادرة في التعريف بالثقافة السودانية و"تسليط الضوء على العنف ضد المرأة وحالات الاغتصاب والمجاعة، بالإضافة إلى قضايا التعليم".
وفي رسالتها للشباب في ألمانيا، تؤكد ماب على أهمية المشاركة في الفعاليات المجتمعية، ودعم السودان من خلال التعليم والمبادرات الإنسانية، مثل دعم التكايا والمطابخ الجماعية.
وتشير دراسة صادرة عن المجلس الاستشاري للاندماج والهجرة (SVR) في ألمانيا، إلى أن الكثير من الشباب المهاجرين في ألمانيا، الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عامًا، يشعرون بالعزلة والإقصاء، مما يحد من مشاركتهم المجتمعية والسياسية. وتوصي الدراسة بتعزيز التعليم السياسي، وتوسيع الأنشطة الشبابية، وتقديم نماذج ملهمة يقادى بها لمواجهة هذا التحدي.

