
الكوليرا في زمن الحرب.. الأوبئة تتحدى النظام الصحي في السودان
مواطنون ـ تقرير إخباري
يشكّل انتشار الأمراض المعدية، وخاصةً الكوليرا، تحديًا للنظام الصحي في السودان في ظلّ النزاع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على مدار العامين الماضيين.
وسيدخل السودان موسم الأمطار في يوليو، حيث تكون البيئة الحارة والرطبة مواتية لتكاثر البكتيريا، ويتكاثر فيها البعوض والذباب وغيرها من النواقل بأعداد كبيرة، مما زاد من الضغط على جهود الوقاية من الوباء ومكافحته.
تجاوز عدد حالات الإصابة بالكوليرا في السودان 70,000 حالة، حيث تشهد مناطق النزاع إغلاقًا واسع النطاق للمستشفيات ونقصًا في الإمدادات الطبية، مما يُعيق عمل نظام مراقبة الأمراض المعدية والوقاية منها ومكافحتها.
ووفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أُغلقت ما بين 70% و80% من المؤسسات الطبية في مناطق النزاع بسبب النزاع، ويفتقر حوالي 65% من سكان السودان إلى الخدمات الطبية الأساسية.
منذ تفشي وباء الكوليرا في السودان في يوليو 2024، انتشر الوباء في 13 ولاية من أصل 18 ولاية، مسجلاً حوالي 74,000 حالة إصابة، بما في ذلك أكثر من 1,800 حالة وفاة، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية في منتصف يونيو.
تعرضت العديد من محطات توليد الطاقة في ولاية الخرطوم للهجوم منذ مايو من هذا العام، مما تسبب في انقطاع إمدادات المياه والكهرباء في مناطق واسعة من الولاية. واضطر السكان إلى شرب مياه الآبار أو مياه الأنهار مباشرة، وهي مياه غير معقمة أو منقّاة، مما فاقم انتشار الكوليرا في المنطقة.
قال الدكتور حمد عادل من مستشفى بشائر التعليمي: "يستقبل مستشفانا يوميًا ما بين 20 و30 حالة، وأحيانًا بين 60 و70 حالة. الوضع يتغير يوميًا. يواجه تشغيل المستشفى صعوبات جمة، مع انقطاع متكرر للمياه والكهرباء. لم يتم تطهير مياه الشرب لمعظم السكان، وهي أخطر مشكلة في الوقت الحالي".
قال فتح الرحمن محمد الأمين، المدير العام لوزارة الصحة بولاية الخرطوم: "إن الوباء الحالي هو نتيجة أكثر من عامين من الحرب. وقد أدى الصراع إلى نزوح السكان، وتعرضت حياة وممتلكات الكثيرين لأضرار جسيمة. كما تضررت المرافق والمعدات والإمدادات الطبية بشكل ممنهج. وقد تسببت الحرب في وباء خطير".
أطلقت وزارة الصحة السودانية حملة تطعيم ضد الكوليرا في ولاية الخرطوم للحد من الوباء في 10 يونيو، شملت حوالي 2.6 مليون شخص من عمر سنة فما فوق في الولاية. في الوقت الحالي، تم احتواء الوباء إلى حد ما في الولاية.
في ولاية جنوب دارفور كشفت وزارة الصحة، يوم السبت، عن تسجيل حالات إصابة جديدة بمرض الكوليرا، مما رفع إجمالي عدد الحالات منذ بداية تفشي المرض إلى 309 حالات. تعتبر ولاية جنوب دارفور الأكثر تضررًا من الكوليرا في الإقليم، الذي يشهد أيضًا انتشارًا للمرض في ولايتي شرق دارفور وشمال دارفور، مما يثير القلق بشأن الوضع الصحي في المنطقة.
وأفادت إدارة الطوارئ الصحية ومكافحة الأوبئة بوزارة الصحة بجنوب دارفور، في بيان رسمي، بتسجيل 6 حالات إصابة جديدة بمرض الكوليرا. من بين هذه الحالات، تم رصد حالة واحدة في محلية نيالا، بينما تم تسجيل بقية الحالات في محلية بليل. ويعكس هذا الوضع المتدهور الحاجة الملحة إلى تعزيز الجهود الصحية لمكافحة انتشار المرض.
فيما كشفت وزارة الصحة بولاية شمال كردفان عن دخول 102 حالة إصابة جديدة بالكوليرا إلى مركز العزل في مستشفى الأبيض أمس الأربعاء، ليرتفع عدد الحالات بالمركز إلى 259. وأفادت الوزارة في تقريرها اليومي بتسجيل خمس وفيات، ليرتفع العدد التراكمي لحالات الوفاة إلى 453، والإصابات إلى 5931 حالة.
والأسبوع الماضي أعلنت وزارة الصحة في ولاية سنار عن رصد 153 حالة اشتباه بالكوليرا، حيث تم تسجيل 123 حالة شفاء و9 حالات وفاة، بينما تتواجد 12 حالة في مراكز العزل.
سيدخل السودان موسم الأمطار في يوليو، حيث تكون البيئة الحارة والرطبة مواتية لتكاثر البكتيريا، ويتكاثر فيها البعوض والذباب وغيرها من النواقل بأعداد كبيرة، مما زاد من الضغط على جهود الوقاية من الوباء ومكافحته.