14/04/2025

بعثة تقصي الحقائق الأممية: أظلم فصول الحرب السودانية قد تكون قادمة

مواطنون
أدانت البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن السودان المجزرة التي أُفيد بوقوعها في نهاية الأسبوع، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص في مخيمات للنازحين في دارفور، محذّرة من أن النزاع المدمّر أصلاً في البلاد قد يتصاعد بشكل مأساوي مع دخول الحرب عامها الثالث.

وجددت البعثة دعوتها للأطراف المتحاربة إلى الوقف الفوري لإطلاق النار والتوقف عن مهاجمة المدنيين، كما حثت الدول الأخرى على الامتناع عن تأجيج الحرب وضمان احترام القانون الدولي الإنساني.

وقال محمد شاندي عثمان، رئيس بعثة تقصي الحقائق: "مع دخول السودان عامه الثالث من النزاع، ينبغي لنا أن نتأمل في الوضع الكارثي في البلاد، ونكرم أرواح جميع السودانيين الذين فقدوا حياتهم أو تغيرت حياتهم إلى الأبد. لقد شهد العالم عامين من النزاع الوحشي الذي حاصر ملايين المدنيين في أوضاع مروعة، عرّضهم لانتهاكات ومعاناة لا نهاية لها في الأفق. وفي ظل تصاعد خطاب الكراهية والعنف الانتقامي القائم على أسس عرقية، نخشى أن أظلم فصول هذا النزاع لم تبدأ بعد".

وتحقق بعثة تقصي الحقائق، التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان في أكتوبر 2023، في الانتهاكات المرتكبة خلال النزاع، من خلال جمع شهادات من الشهود والناجين من بعض أفظع الجرائم المرتكبة في البلاد. وقد حصلت البعثة مؤخرًا على روايات مباشرة عن فظائع ارتُكبت في مدينة الفاشر والمناطق المحيطة بها في شمال دارفور، بما في ذلك تقارير عن استهداف المدنيين وقتلهم من خلال القصف، إلى جانب نهب واسع النطاق، وتدمير وحرق الممتلكات المدنية، والمزارع، والمحاصيل.

وأفاد ناجون من مخيم زمزم جنوب الفاشر - أحد أكبر مخيمات النازحين داخليًا في السودان ويُقدر عدد سكانه بنحو 750,000 شخص، نصفهم من الأطفال وفقًا لليونيسف - بأنهم عاشوا في ظروف تشبه الحصار، مما قيد بشدة قدرتهم على الوصول إلى الغذاء، والماء والدواء والتنقل. ولا تزال هذه الظروف قائمة حتى اليوم، ولا يزال الوصول الإنساني إلى المخيم شبه مستحيل، مما أدى إلى وفاة أطفال جراء الجوع، وفقًا لبرنامج الأغذية العالمي.

كما تحدث ناجون عن تعرضهم للتوقيف والمضايقة والسرقة والاحتجاز عند نقاط التفتيش حول مدينة الفاشر ومخيم زمزم. وقدموا شهادات حول نهب الممتلكات، والمواشي، والإمدادات الغذائية، وقتل العشرات من الأشخاص، وحرق عشرات القرى في محيط الفاشر، بما في ذلك شمالًا بين (كُتُم) و(أنكا) في أكتوبر 2024، و(أبو زريقة)، و(شقرة)، و(قولو) ديسمبر 2024 يناير 2025. وقد نُسبت معظم هذه الفظائع إلى قوات الدعم السريع.

وقد أسفرت الهجمات الأخيرة التي شنّتها قوات الدعم السريع - والتي بدأت في 11 أبريل واستهدفت مخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين، وكذلك مدينة الفاشر - عن مقتل أكثر من مئة مدني، بينهم تسعة من العاملين الطبيين التابعين لمنظمة الإغاثة الدولية.

كما تلقت البعثة تقارير مقلقة عن هجمات انتقامية نفذتها القوات المسلحة السودانية وحلفاؤها في المناطق التي تمت استعادتها من قوات الدعم السريع. وتحقق البعثة في هذه الهجمات، بما في ذلك تقارير عن احتجاز وتنفيذ إعدامات تعسفية وخارج نطاق القضاء لأفراد من قوات الدعم السريع وأشخاص يُعتقد أنهم قدموا الدعم لها، وذلك في مناطق كانت سابقًا تحت سيطرتها، لا سيما في (الدندر) و(سنجة) بولاية سنار، و(ود مدني) بولاية الجزيرة، بين سبتمبر 2024 ويناير 2025.

وقد شهدت المناطق التي أعلنت القوات المسلحة السودانية السيطرة الكاملة عليها في الخرطوم في 7 أبريل، أعمال انتقام قاسية من قبل القوات المسلحة وحلفائها، شملت إعدامات علنية دون محاكمات عادلة لمدنيين متهمين بالتعاون مع قوات الدعم السريع، واعتقالات جماعية في أحياء مثل (الكلاكلة) وأجزاء أخرى من جنوب الخرطوم، ولا يزال مصير المعتقلين مجهولًا.

معرض الصور