22/03/2025

وسط ضجيج الحرب.. الموسيقيون السودانيون يقرعون الطبول من أجل السلام

وكالات – مواطنون
المصدر: english.news.cn
في السودان الذي مزقته الحرب، حيث تُغرق النيران وإطلاق النار الحياة اليومية، يُصرّ الموسيقي عوض هارون على أن الموسيقى تحتفظ بصوتها حتى في ظلّ الصراع الذي يُحيط بالبلاد.

من خلال الآلات الموسيقية والرقص التقليدي، يؤمن هارون بإمكانية نشوء السلام من رحم الدمار.

يشهد السودان صراعًا عنيفًا منذ أبريل 2023، عندما اندلع القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية. وتشير بيانات الأمم المتحدة الصادرة عن مجموعة رصد الصراعات "بيانات مواقع وأحداث الصراعات المسلحة" إلى أن عدد القتلى يقارب 30 ألف شخص، بينما تُقدّر المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من 15 مليون شخص قد نزحوا.

يقود هارون، الذي يُقدّم عروضه تحت اسم "زيتون"، فرقة "أهالينا" في مبادرة "طبول السلام". يستخدم المشروع الموسيقى والرقص والغناء كأعمالٍ تُعزز الحياة، وتتحدى المخاوف والوفيات في خضم الصراع الدامي، وتُقدم الترفيه لسكان مخيمات النازحين.

قال هارون: "هذه مبادرة فنية لنشر ثقافة السلام. إنها تتعلق بإيقاعات الطبول التي تُشجع على التعايش بين مجتمعات السودان المتنوعة، وتدعو إلى إسكات أصوات البنادق".

وأضاف: "نسعى جاهدين لجعل الموسيقى السودانية، والرقصات الشعبية، والغناء، وجميع أشكال الفنون الأخرى، تخدم مجتمعنا في ظل معاناة المجتمع من دمار الحرب على جميع الجبهات".

تُقدم الفرقة عروضها في جميع أنحاء السودان، بما في ذلك بورتسودان بولاية البحر الأحمر شرق السودان. وتتراوح أماكنها بين المراكز الثقافية وكورنيش البحر الأحمر وملاجئ النازحين.

وقالت الفنانة ندى مبارك: "نتلقى استجابةً رائعة وتشجيعًا مستمرًا. هناك تفاعل قوي مع رسالتنا، ونأمل أن نخلق دعمًا جماهيريًا للسلام وإنهاء الحرب".

قالت: "يتميز السودان بتنوعه الثقافي الكبير"، مشيرةً إلى أمثلة مثل رقصة الكمبالا من جبال النوبة التي تُحاكي حركات الماشية. وأضافت: "الموسيقى والرقص يعكسان هذا التنوع، الذي يُمكن أن يُحفّز الوحدة والسلام والتعايش".

لقد تضرر المجتمع الفني السوداني بشدة جراء النزاع. فقد أُغلقت المهرجانات والحفلات الموسيقية والمسارح، بينما فرّ العديد من الفنانين إلى الدول المجاورة.

ترى الفنانة الشعبية سهى عوض أن مبادرة "طبول السلام" خطوة صغيرة ولكنها مهمة نحو انتعاش المشهد الفني في السودان. وقالت: "نستغل كل فرصة لاستئناف أنشطتنا، ونُقدّم عروضًا في المهرجانات والاحتفالات والفعاليات العامة".

يعتقد عبد الجليل الحاج، الباحث في التراث والموسيقى السوداني، أن الموسيقى والغناء والرقص تُمثّل قواسم مشتركة بين سكان السودان المتنوعين.

وقال الحاج: "مبادرة "طبول السلام" رائدة في تعزيز ثقافة السلام، التي أصبحت الآن ضرورة مُلحة". ويرى أن هذه الأشكال الفنية هي صوت الشعب، ورموز الهوية، ووسائل الحفاظ على التراث الثقافي.

معرض الصور