
الأمم المتحدة تدعو الى حماية المدنيين والوصول الى المحتاجين وتوفير التمويل
مواطنون
دعت مسؤولة أممية مجلس الامن الدولي الى حماية المدنيين في السودان، وتمكين الوصول الإنساني دون عوائق إلى المدنيين المحتاجين، وتوفير التمويل، مشيرة الى ان حجم الاحتياجات في السودان غير مسبوق ويتطلب تعبئة غير مسبوقة للدعم الدولي.
وفي إحاطة أمام اجتماع مجلس الأمن لمناقشة الوضع في السودان، يوم امس الاربعاء، قالت إديم وسورنو مديرة قسم العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن الصراع المستمر في السودان منذ قرابة عامين تسبب في معاناة هائلة وحوّل أجزاء من البلاد إلى جحيم، مؤكدة أن شعب السودان يستحق من قادته ومن المجتمع الدولي، الأفضل.
وقالت وسورنو ان التطورات في شمال دارفور بما في ذلك مخيم زمزم للنازحين، وفي الخرطوم وجنوب البلاد مقلقة.
واوضحت قائلة لا يزال المدنيون في في شمال دارفور، بعد ثمانية أشهر من اعتماد مجلس الأمن للقرار 2736، يتعرضون للهجوم. وتصاعدت حدة العنف في مخيم زمزم للنازحين ومحيطه، ووقوع إعدامات بإجراءات موجزة للمدنيين في المناطق التي تبدلت السيطرة عليها، وانتشار القتال إلى مناطق جديدة في شمال كردفان وجنوب كردفان.
وقالت وسورنو: "لا نزال نشعر بقلق عميق إزاء المخاطر الجسيمة التي يواجهها المستجيبون المحليون ومتطوعو المجتمع المحلي، في الخرطوم وأماكن أخرى".
وأشارت المسؤولة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى النداءين الإنسانيين لعام 2025 الذين أطلقهما وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية توم فليتشر، والمفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي الأسبوع الماضي، واللذين يناشدان الحصول على ستة مليارات دولار لدعم ما يقرب من 21 مليون شخص في السودان، وما يصل إلى خمسة ملايين آخرين معظمهم من اللاجئين في البلدان المجاورة.
وناشدت المجتمع الدولي وأعضاء مجلس الأمن، "ألا يدخروا أي جهد في محاولة التخفيف من حدة هذه الأزمة".
وقدمت أمام المجلس ثلاثة طلبات رئيسية، أولها حماية المدنيين، داعية مجلس الأمن وجميع الدول الأعضاء ذات النفوذ إلى اتخاذ إجراءات فورية لضمان امتثال جميع الجهات الفاعلة للقانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين والبنية الأساسية والخدمات التي يعتمدون عليها. والثاني فهو الوصول الانساني حيث قالت، أن "هناك حاجة إلى التنفيذ الحقيقي للالتزامات المتكررة بتيسير وتمكين الوصول الإنساني دون عوائق إلى المدنيين المحتاجين". والثالث هو التمويل، اذ إن "حجم الاحتياجات في السودان غير مسبوق ويتطلب تعبئة غير مسبوقة للدعم الدولي، بما في ذلك التمويل المرن".
وتوجهت الى أعضاء مجلس الأمن بالقول: "الآن أكثر من أي وقت مضى، يحتاج شعب السودان إلى تحرككم".
تعليق المساعدات إلى مخيم زمزم
من جانبه، قال برنامج الأغذية العالمي في بيان له اليوم الأربعاء إنه اضطر إلى التوقف مؤقتا عن توزيع المساعدات الغذائية والتغذوية المنقذة للحياة في مخيم زمزم - الذي ضربته المجاعة - بسبب القتال العنيف. وقال البرنامج إن تصاعد العنف في المخيم وما حوله لم يترك لشركائه خيارا سوى إجلاء الموظفين حفاظا على سلامتهم.
وقال المدير الإقليمي للبرنامج في شرق أفريقيا والمدير القطري بالإنابة للسودان، لوران بوكيرا: "بدون مساعدة فورية، قد تموت الآلاف من الأسر اليائسة في زمزم جوعا في الأسابيع المقبلة. يجب أن نستأنف تسليم المساعدات المنقذة للحياة في مخيم زمزم وحوله بأمان وبسرعة وعلى نطاق واسع. ولتحقيق ذلك، يجب أن يتوقف القتال، ويجب منح المنظمات الإنسانية ضمانات أمنية".
وفي اغسطس الماضي تم تأكيد المجاعة في مخيم زمزم. وقال برنامج الأغذية العالمي إنه تمكن من نقل قافلة واحدة فقط من الإمدادات الإنسانية إلى المخيم منذ ذلك الحين، على الرغم من المحاولات المتكررة.
وقال إن سوء حالة الطرق خلال موسم الأمطار، "والعرقلة المتعمدة من قبل قوات الدعم السريع"، والقتال بين قوات الدعم السريع والقوات المشتركة التابعة للقوات المسلحة السودانية على طول الطريق إلى مخيم زمزم أحبط العديد من محاولاته للوصول. كما منع إغلاق حدود أدري في النصف الأول من عام 2024 البرنامج من تخزين الأغذية في المخيم.
وبهدف تقديم المساعدة عندما يمنع انعدام الأمن الوصول، أطلق برنامج الأغذية العالمي رابطا للتسجيل الذاتي عبر الإنترنت للتحويلات النقدية الرقمية في شمال دارفور.
وقال لوران بوكيرا إن هذه المبادرة تساعد في ضمان حصول الأشخاص على المساعدة عندما يتعين على الوكالة تعليق عملياتها حتى تسمح الظروف بالمرور الآمن للعاملين والقوافل الإنسانية.