25/02/2025

عودة الحياة تدريجيا إلى مدينة الأبيض

الأبيض ـ قرشي عوض
لا زالت مظاهر الفرح تتراء في شوارع مدينة الأبيض التي أنهكها الحصار منذ بداية الحرب أثر التحام متحرك الصياد مع قوات الهجانة أمس الأول الأحد ٢٣ فبراير الجاري. فقد خرجت الجماهير تلقائيا الي الشوراع للتفاعل مع هذا الحدث الذي ظلت تتوقعه في اي لحظة منذ اعلان سيطرة الجيش على مدينة الرهد. وذلك على الرغم من التحذيرات التي أطلقها الجيش بعدم الخروج الي الشوارع او الاقتراب من مباني الفرقة الخامسة.

انطلقت أبواق السيارات تتجاوب مع زغاريد النساء وأغاني الحماس المنطلقة من مكبرات الصوت التي تحملها وسائط النقل الصغيرة (التكتك). وقد رد جنود الهجانة والجنود القادمون في المتحرك على الجماهير بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء.

فور وصول تلك القوات تحول الجيش من وضعية الدفاع عن المدينة إلى مهاجمة قوات الدعم السريع التي تنتشر حولها وتحكم حصارها من كل الاتجاهات. فانعكست هذه العمليات المتواصلة حتى كتابة هذه السطور في وفرة السلع المحلية في الأسواق. فقد وردت الخضروات مثل الطماطم من منطقة (الله كريم) باتجاه مدينة الرهد. كما توفرت فاكهة المانجو من منطقة الجبال الشرقية. وانخفض سعر البصل إلى أقل من النصف. ودخل عدد من الشاحنات التي تحمل السلع الغذائية من وسط البلاد .

يقول صاحب مكتب ترحيلات بأن شاحنة تتبع مكتبهم وصلت الرهد في ساعة ونصف. وأضاف بأن هذه الرحلة كانت تستغرق يوماً كاملاً لوجود أكثر من ٩ ارتكازات تتبع للدعم السريع في هذه المسافة.

لكن على الرغم من ذلك ليس من المتوقع أن تسفر هذه العملية عن انخفاض مباشر في أسعار السلع المصنعة. فسعر جوال السكر لا يزال سعره هو نفسه قبل وصول المتحرك (130 ألف جنيه) وكذلك الدقيق. ولكن الخطوة ساهمت فقط في استقرار الأسعار التي لا يتوقع التجار أن تنخفض أكثر من ذلك لأن سعر جوال السكر في كوستي 129 الف جنيه. وأشار تاجر آخر إلى أن سعر جوال السكر من المتوقع أن يستقر في حدود 134- 135 ألف جنيه.

بعض السلع ارتفعت أسعارها مثل زيوت الطعام بسبب فتح الطريق لأن المدينة تعتبر منتجة لها فخرجت منها الي أسواق أخرى. كما أن صناعتها تواجه مشكلة ارتفاع أسعار الفول السوداني لفشل الموسم الزراعي الجزئي.

لكن من المتوقع أن يلعب فتح الطريق دوراً كبيراً في تحسين الوضع الصحي الذي تدهور بسبب الحصار . فهناك نقص كبير في الأمصال والأدوية المنقذة للحياة. توقفت تبعا لذلك برامج صحية مثل برنامج التطعيم لعدم وجود أمصال التطعيم وسلاسل التبريد لانقطاع التيار الكهربائي. كما أن هناك أجهزة طبية خرجت عن الخدمة بسبب انتهاء العمر الافتراضي لها وأخرى تحتاج للصيانة الدورية وانقطاع الطريق كان يمنع وصول قطع الغيار الضرورية. كل هذه الأوضاع بحسب إفادة مصادر ذات صلة من المتوقع أن تتغير للأفضل .

على الجانب الاخر لا زالت مظاهر الحرب والحصار هي المسيطرة على المدينة خاصة في الجزء الغربي الذي كان يقع في مرمى نيران الدعم السريع ودارت فيه معارك حامية. لا زالت الخنادق والاستحكامات العسكرية تقطع الطرقات وتمنع وصول وسائل النقل المختلفة إليه حتى الإسعاف الذي غاب صوته عن شوارع المدينة.

ولم تنس قوات الدعم السريع أن تطلق خلال اليوم الثاني لوصول المتحرك قذائف الكاتيوشا على المدينة، مما قاد إلى وقوع قتلي وجرحي لا توجد معلومات رسمية حول عددهم بعد.

معرض الصور