
التضليل الإعلامي.. معركة الأسافير
ثناء عابدين
مع اندلاع حرب 15 أبريل في السودان، تحولت الساحة الإعلامية إلى أداة صراع مدمرة، استُخدمت فيها الأخبار المضللة والفيديوهات المفبركة كجزء من حرب حديثة تستهدف تمزيق النسيج الاجتماعي. ساهمت أطراف النزاع، عبر أجندات سياسية وقبلية وعنصرية، في تعميق الانقسامات المجتمعية وإثارة الكراهية، مما أدى إلى زيادة العنف وزعزعة الاستقرار.
أدت انعكاسات التضليل الإعلامي إلى تعميق الهوة بين المجموعات المختلفة، حيث أشعلت الأخبار الكاذبة فتيل النزاعات القبلية والإثنية. وقد قوضت هذه الظاهرة أسس الوحدة الوطنية، وفاقمت الاستقطاب السياسي، مما شلّ جهود المصالحة الوطنية وألقى بظلاله على الأحداث الأخيرة.
أدت موجة التضليل إلى أزمة ثقة عميقة، حيث لم يعد الجمهور يثق في أي مصدر للمعلومات، مما أدى إلى تآكل مصداقية المؤسسات وتعطيل الحوار البناء.
أدت المعلومات المتضاربة إلى إرهاق نفسي كبير لدى الجمهور، حيث بات الأفراد عاجزين عن تمييز الحقيقة من الزيف. استغلت التضليلات الكوارث الإنسانية لتحقيق مكاسب سياسية، مما أدى إلى تفاقم الأزمات وتقويض الثقة بين الناس. وعليه، عرقلت الجهود الإنسانية، مما زاد من معاناة المتضررين وحول دون وصول المساعدات إليهم.
أدى التضليل إلى تشتيت الرأي العام وتقويض الثقة في المبادرات السلمية، مما خلق بيئة خصبة للصراع والعنف. استغل التضليل الخلافات القائمة لتعزيز الانقسامات، مما أضعف الدعم للمبادرات السلمية وحول دون تحقيق المصالحة. وعليه، استمر العنف وتأججت الصراعات، مما زاد من معاناة المدنيين.
مواجهة التضليل تستوجب تطبيقًا صارمًا لأخلاقيات الصحافة، وتكليف الإعلام بنشر الحقيقة ودعم السلام، وتمكين الجمهور من التحقق من المعلومات. هذا التعاون المشترك بين الإعلام والمجتمع هو السبيل لبناء وعي مستنير يحمي الاستقرار ويعزز السلام.